ففي نور الحقيقة ـ رسالة الغرال ـ المجلد الأول

لإرشادكم!

إن الغشاء ينكشف فالإيمان يتحول إلى الاقتناع، ففي الاقتناع فقط يكمن كل من التحرر والخلاص! إنّي لأخاطب مجرد الذين يبحثون عن الحقيقة بحثا جديا. ويشترط فيهم أن يكونوا ذوي القدرة والعزيمة على البحث الموضوعي لهذه المادة الموضوعية! وليبعد عنها كل من المتعصبين المتدينين والمتحمسين المفتقرين إلى أيّ شعور بالمسؤولية، إذ أنهم مضرون بالحقيقة. أمّا ذوو النيّة السيئة والمعرضون فليجدوا الحكم عليهم في هذه الكلمات بأنفسهم.

ولن تمس هذه الرسالة إلا من لم يزل يؤتي ذرة من الحقيقة والحنين إلى أن يكون إنسانا حقيقيا. فلأولئك بأجمعهم ستصبح هذه الرسالة الضوء المنير والعصا المساندة إذ أنها ترى المخرج المباشر من كل فوضى وبلبلة وقتنا الحاضر.

إن الكلمة التالية لا تأتي بدين جديد وإنما تقصد إلى أن تمثل المشعل لجميع المستمعين والقارئين الرزينين لكي يهتدوا بواسطتها إلى الطريق المستقيم الذي سيؤدي بهم الى العلو المنشود.

ولا يتقدم روحيا إلا من يتحرّك بنفسه. أما المغفل المستعين بوسائل غير ذاتية على شكل أراء ونظرات منتهية المضمون، توصل إليها أناس آخرون فيسير طريقه وكأنه يمشي على عكاكيز بينما تتعطل أعضاءه الذاتية السليمة. ولكن حالما يستخدم بشجاعة كل كفاءاته ومهاراته الخافية في ذاته والمنتظرة نداءه آداة لصعوده ينتفع من المقدرة المناط أياه انسجاما مع مشيئة خالقه وبالتالي سيتغلب بسهولة ويسر على كل العقبات التي تحاول اعتراض سبيله محولة نظره.

ولذلك استيقظوا! فالايمان الحقيقي لا يكمن إلا في الاقتناع الذي لا يتسنى كسبه إلا عن طريق عملية صارمة من الوزن والبحث! لتكونوا ذوي الحيوية والنشاط في خليقة ربكم الرّائعة!

عبد رو شين